شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
ذم من أول الصفات بقول الأخطل وغيره
...............................................................................
ثم يقول:
قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه | وإذا استدل يقول قال الأخطل اسم> |
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم | نبذ المسافر فضلــة الآكال |
......................... | وإذا استدل يقـول: قال الأخطل |
الأخطل اسم> شاعر نصراني ولو كان من شعراء العرب؛ لكنه اختار النصرانية وبقي على عقيدة النصارى، فيستدلون بشعره ويتركون الآيات والأحاديث الصريحة، فمن ذلك استدلالهم على الاستواء فيقولون: إن الأخطل اسم> يقول:
قد استوى بشر على العراق | من غير سيف أو دم مهراق |
فأولا: نقول لهم: تركتم اللغة الفصيحة وتركتم الآيات التي تدل على العلو، وعدلتم إلى قول هذا النصراني، وقدمتموه على كلام الله وعلى كلام نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم نقول ثانيا: إن هذا ليس بثابت. لم ينقل بسند صحيح أنه قاله، ثم نقول: لو قدر أنه قاله فإن المراد بالاستواء العلو. استوى على العراق يعني: ارتفع على العراق. استوى بِشْرٌ يعني استوى أي ارتفع على كرسي العراق وجلس واستقر عليه فهو الاستواء الحقيقي.
ثم إن بعضهم يقول: قد استولى يرويه قد استولى؛ ولكن صحفوه وحرفوه وجعلوه قد استوى، ومن شعر الأخطل اسم> الذي يستدلون به على الكلام أن القرآن ليس كلام الله بحروفه، وإنما كلامه المعاني يقولون إن الأخطل اسم> يقول:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما | جعل اللسان على الفؤاد دليلا |
قبحا لمن نبذ الكتاب وراءه | وإذا استدل يقول: قال الأخطل اسم> |
ودليلــهم في ذاك بيت قاله | فيما يُقال: الأخطل اسم> النصرانـي |
مسألة>